نظرة عامة
بعدما وصل عدد اشتراكات الهاتف المحمول بأنحاء العالم إلى نحو 6 مليارات، أصبح قرابة ثالثة أرباع سكان العالم يمتلكون اآلن هواتف محمولة. لقد صارت الهواتف المحمولة كما يقول البعض أكثر التقنيات الحديثة انتشاراً. وفي بعض البلدان النامية، يفوق عدد من يمتلكون هواتف محمولة من لديهم حسابات مصرفية، أو كهرباء، أو حتى مياه نظيفة.
وتتيح خدمات االتصاالت باستخدام الهواتف المحمولة اآلن فرصاً كبيرة لدفع التنمية البشرية قدما —من حيث إتاحة سبل الحصول على المعلومات المتعلقة بالتعليم أو الرعاية الصحية إلى تقديم المدفوعات النقدية، وإلى تحفيز المواطنين على المشاركة في وتُعد خدمات الهاتف المحمول واحدة من أسرع التقنيات انتشاراً العمليات الديمقراطية. على مر العصور. ففي حين استغرق األمر 128 عاماً حتى وصلت خطوط الهواتف الثابتة إلى مليار مستخدم، حققت شبكات الهاتف المحمول هذا اإلنجاز في زمن ال يكاد يتجاوز العشرين عاماً )انظر الشكل 1(. والمذهل أكثر من ذلك أن شبكات الهاتف المحمول يتضاعف حجمها تقريباً كل سنتين منذ 2002. وفي أوائل عام 2012 تجاوز عدد اشتراكات الهواتف المحمول الستة مليارات.
بلدان العالم النامية بها من الهواتف المحمولة أكثر مما في العالم المتقدم. ففي العالم المتقدم، أضافت االتصاالت عبر الهاتف المحمول قيمة إلى أنظمة االتصاالت الموروثة وأسهمت بوصفها عنصراً مكمالً في التوسع في تدفق المعلومات القائم. غير أن بلدان العالم النامية تتبع مساراً إنمائياً مختلفاً تأتي فيه "الهواتف المحمولة أوالً". وغالباً ما يكون معدل امتالك الهواتف المحمولة بالبلدان النامية أعلى منه في البلدان المتقدمة، لتنقلب بذلك الفجوة الرقمية بينهما رأساً على عقب )انظر الشكل 2(. وينبع العديد من ابتكارات الهواتف المحمولة )بما فيها الهواتف ذات الشرائح المتعددة، وإعادة الشحن منخفضة التكلفة،
والمدفوعات عبر الهاتف( على نحو متزايد من البلدان الافقر ومنها تنتشر في أرجاء الدنيا. ومن شأن تطبيقات الهاتف المحمول المصممة محلياً والمنبثقة جذورها من أرض الواقع ببلدان العالم النامية أن تتالءم بدرجة أفضل كثيراً مع احتياجات معالجة َ تحديات التنمية أكثر مما تستطيع التطبيقات الوافدة من أماكن أخرى. وبمقدور التطبيقات التي تم تطويرها محليا، على وجه الخصوص، أن تعالج بواعث قلق البلدان النامية، مثل اإللمام بالتكنولوجيات الرقمية وانخفاض أسعارها.
لا تسهم تطبيقات المحمول في تمكين المستخدمين ً األفراد فحسب، لكنها تثري أيضا أنماط حياتهم وموارد رزقهم وتعزز االاقتصاد في مجمله.
فتطبيقات الهاتف المحمول تجعل اآلن بالفعل من الهواتف قوة هائلة بوصفها بوابات على العالم اإللكتروني. وتأتي الموجة الجديدة من التطبيقات أو تطبيقات الهواتف الذكية وخدمات تقنية مزج البيانات التي تحركها الشبكات عالية السرعة، وشبكات التواصل االجتماعي، ونهج استلهام الحلول من الجمهور، واالبتكار، لتساعد الهواتف المحمولة في إحداث تحول في حياة الناس بالبلدان المتقدمة والنامية على حد سواء )انظر اإلطار 1 ُ (. ويخلص التقرير إلى أن تطبيقات الهاتف المحمول ال تسهم فحسب في تمكين األفراد، بل تترتب عليها كذلك تداعيات مهمة، إذ إنها تحفز النمو وتنظيم مشاريع العمل الحر والقدرة اإلنتاجية بمختلف أنحاء االقتصاد إجماالً. وتبشر االتصاالت عبر الهواتف المحمولة بما هو أكثر من مجرد إعطاء صوت للعالم النامي؛ فهي بإطالقها كل إمكانيات الهاتف الحبيسة تمكن الناس من تحديد خياراتهم وقراراتهم بأنفسهم
االنتشار الذي ال يكاد يخلو منه مكان يتيح فرصا جديدة.
يحلل هذا العدد الجديد من تقرير المعلومات واالتصاالت من أجل التنمية لعام 2012، الصادر عن البنك الدولي، نمو خدمات الهاتف المحمول وتطورها، وانتشار الخدمات المستندة إلى البيانات المتاحة عبر األجهزة المحمولة، بما في ذلك التطبيقات.
موقع يشرح وحدة قياس الحرارة بالتفصيل